القائمة الرئيسية

الصفحات

عمرو زكي 'كانت الصحافة تربطه بريال مدريد وبرشلونة وأعتقد أنه قد صدّق ذلك فعلًا'

 


"عمرو زكي: المهاجم المصري الذي كان حديث العالم … لخمسة أشهر" تقريرٌ يُقدّمه لنا جاك لانغ في The Athletic عن سنةٍ قضاها النجم المصري في ويغان شهدت صعودًا للقمة تلاه هبوطٌ سريع. يأتيكم تباعًا:
عمرو زكي وصل متأخرًا، مرةً أخرى.
ليس متأخرًا بوقتٍ بسيط وحسب بل متأخر بما يُقارب الأسبوع. متأخر إلى حدٍ يجعل الراهب حتى يفقد صبره.
كانت نهاية التوقف الدولي، مصر لم تحتجه في مباراةٍ سهلة ضمن تصفيات كأس العالم أمام جيبوتي وكان من المنتظر أن يمضي بضعة أيام مع عائلته في مصر قبل أن يعود إلى إنجلترا للتحضير لمواجهة ويغان ضد ليفربول في أنفيلد يوم السبت.
مرّ الثلاثاء، الأربعاء، الخميس ولا أثر له.
ستيف بروس، مدرب ويغان آنذاك، كان يغلي بداخله.
هذه لم تكن أول مرة يتسبب له زكي بالمشاكل ولم تكن الأخيرة.
في النهاية وفي عصر يوم الجمعة - بالكاد قبل 24 ساعة من صافرة البداية في أنفيلد - ظهر عمرو زكي.
استدعاه ستيف بروس إلى مكتبه وطالبه بتوضيحٍ لما حدث إلا أن الرد الذي قدمه بصيغة الغائب ولامبالاةٍ تُخفف من حدة الموقف جعلته أمرًا صعبًا على بروس أن يظل غاضبًا:
"زكي كان بحاجة لبعض أشعة الشمس." - هذا كان رد عمرو زكي على ستيف بروس 
بروس أخبر المهاجم المصري أنه مستبعد من المباراة إلا أن الإصابات جعلته يعود في قراره ليبدأ زكي مباراة ليفربول وبحلول موعد العودة لغرفة الملابس بين الشوطين كان قد سجل هدفين جاء ثانيهما من ركلةٍ مقصية مُدهشة.
"أرأيت ؟ زكي كان بحاجة للعطلة."
عمرو زكي لمدربه ستيف بروس في استراحة ما بين شوطي مباراة ويغان ضد ليفربول 
ظاهريًا، هي مجرد أطروفة تراشقية إلا أنها تتضمن الكثير مما جعل السنة التي قضاها زكي على سبيل الإعارة في ويغان واحدًا من أكثر الفصول تضليلًا أو خداعًا في تاريخ البريميرليغ الحديث.
داخل الملعب، كان اكتشافًا، كان لاعبًا ظهر من العدم وتصدر ترتيب الهدافين وهيمن على أعمدة الشائعات. خارج الملعب، كان مُريبًا وغير ملتزم تمامًا.
كانت هناك أيضًا تلك الفترة الهوجاء التي أغضبت كثيرًا بروس وغيره داخل النادي وكما يقول أحد زملائه السابقين بالفريق: "لقد أصابنا بالجنون!"
أمرٌ يبدو مفهومًا حقًا ولذلك لم تكن مفاجأة كبيرة عندما قرر ويغان ألا يُفعل خيار التعاقد معه بعقدٍ دائم في صيف 2009.
ولكن لخمسة أشهر، كان زكي سريعًا مثيرًا وممتعًا جدًا جدًا. كان شعلة نارية!
ولذلك ربما كان مُقدرًا له أن يختفي في نفحةٍ من الدخان [كالنار عندما تخمد].
"لم نكن قد سمعنا شيئًا عنه على الإطلاق. وبعد بضعة حصص تدريبية، لم نكن واثقين من إمكانياته بكل صراحة. فنيًا، لم يكن أفضل شيء ولم يبدأ معنا البداية المثلى."
حارس ويغان السابق كريس كاركلاند مازال يتذكر يوم وصول عمرو زكي إلى الفريق.
على الجانب الآخر، كان بروس مقتنعًا أنه قد وجد جوهرة إذ تابع زكي بنفسه منذ بداية كأس الأمم الأفريقية عام 2008 بناءً على نصيحة مدافع نيوكاسل السابق ويس ساوندرز الذي كان يعمل في مصر آنذاك.
ساوندرز أخبر بروس عن مهاجمٍ بالفطرة يتسم بالقوة البدنية ويمكنه الركض طوال اليوم.
وبناءً على ذلك، سافر بروس لمشاهدة مباراة مصر في نصف نهائي كأس الأمم أمام كوت ديفوار ثم مباراةٍ لعب فيها زكي مع ناديه الزمالك وفي كلتا المباراتين سجل زكي ثنائية
وعندما سافر جون بينسون المسؤول عن التعاقدات في ويغان آنذاك إلى مصر لمتابعة نهائي الكأس بين الزمالك وإنبي، حُسمت الصفقة.
"المباراة كانت مملة وفجأة دون سابق إنذار سجل زكي هدفًا عالميًا. ما كان من جون إلا أن نظر إليّ وقال 'هذا سيفي بالغرض بالنسبة لي'."
 

 
 
ويس ساوندوز عن متابعته رفقة مسؤول التعاقدات في ويغان جون بينسون لمشاركة عمرو زكي مع الزمالك في نهائي كأس مصر ضد إنبي.
وفي مؤتمر تقديمه، أشار بروس إلى السجل المميز لمهاجمه الجديد على المستوى الدولي (27 هدفًا خلال 48 مباراة آنذاك) بل حتى زعم أن معدله التهديفي مُقارنةً بمبارياته الدولية جعله يتصدر "ترتيب الفيفا الرسمي".
زكي كان يُلقب بالبلدوزر وسرعان ما اتضح سبب التسمية فهو لم يكن أمهر اللاعبين إلا أنه سريعًا ما اكتسب ثقة وإعجاب زملائه الجدد من خلال اجتهاده، قوته وانضباطه داخل الملعب.
أهدافه في المباريات التحضيرية أظهرت أنه يملك حاسة التهديف كذلك.
"كلمة 'تكتيك' لا يْمكن أن تجتمع في نفس الجملة مع زكي (يضحك)، لكنه كان مقاتلًا، كان يتمتع بعزيمةٍ وقتالية حتى النهاية. كان يُسجل الأهداف ويفتح المساحات وهذا هو ما تريده عندما تتعاقد مع مهاجم."
 بول شارنر عن زميله السابق في ويغان عمرو زكي.
بروس كان يرى فيه "تذكِرة برؤوس الحربة القدامى" - تشبيه يتفق معه زميله السابق بالفريق إيمرسون بويس:
"كان يعرف نقاط قوته، كان فتى ضخم الجثة تصعب مواجهته إذ كان يتفوق عليك بدنيًا. لمسته وتحكمه بالكرة لم يكونا أفضل شيء لكنه كان لاعبًا غريزيًا سجل الكثير من أهدافه دون تفكير بالفطرة."
زكي سجل ضمن الجولة الأولى من البريميرليغ هدفًا في ملعب ويست هام، أضاف آخر ضد نوتنغهام فورست في كأس الرابطة ثم هدفين آخرين في ملعب هال وهدفًا في الدقائق الأخيرة منح الفريق نقطة التعادل ضد سندرلاند وجعله يحظى بإعجاب مالك ويغان ديف ويلان الذي شبهه بـ آلان شيرار.
"إنه يتسم بنفس الثقة عندما تكون الكرة بحوزته. أحيانًا لا تتحسس الخطر على الإطلاق ثم فجأة ومن العدم، تجد الكرة في الشباك."
✨ مالك ويغان ديف ويلان في تشبيهه لعمرو زكي بالهداف التاريخي للبريميرليغ آلان شيرار.
قد يبدو الأمر مبالغًا فيه لكن هوس زكي كان في أوج مجده آنذاك إلى حد أن القمصان المطلوبة باسمه نفذت من متجر ويغان، إلى هذا الحد كان الطلب عاليًا.
حتى أن زكي في إحدى فعاليات النادي سمح للأطفال بـ لفه كالمومياء باستخدام ورق تواليت.
كانت الأمور برمتها غريبة لكنها كانت رائعة كذلك.
ولكن خلف الكواليس، كان الاستياء يزداد من تعامل زكي المهمل مع الوقت والمواعيد حتى وإن اعتاد اللاعب المصري على الخروج بظرافةٍ من الموقف.
"أزعجنا الأمر فعلا، أعتقد أنه في إحدى المرات عاد متأخرًا بـ 8 أو 9 أيام. كان الأمر مضحكًا في البداية لكنه ظلّ يكرره. لم يكن في الأمر أية احترافية ولم يتقبله الرفاق."
✨ كريس كيركلاند يكشف انزعاج زملاء عمرو زكي من تأخره المتكرر.
كيركلاند: "كان يتأخر عن التدريبات كذلك! تكون قد خرجت إلى أرض الملعب استعدادًا لبدء التدريب وتراه في موقف السيارات يقفز من سيارته ويُحاول تغيير ملابسه بأسرع ما يُمكن."
كيركلاند: "عندما كنتَ تحاول أن تُنسيه أمر الغرامات [للتأخير] كان يلعب دور الغبي ويُمثل أنه لا يستطيع فهمك كما لو أنك تقول هراءً أو بربرة. لكن لم يكن في الأمر أية ضغينة، كنتَ تحاول توضيح الأمر له وفي نهاية المطاف تجد نفسك تضحك."
"إنه إحدى تلك الشخصيات، كان كثيرًا ما يقول لستيف إنه بمثابة الأب له. عندما تسمع ذلك، لا يسعك سوى أن تبتسم ابتسامةً عريضة في أعماقك."
✨ ويس ساوندرز عن علاقة عمرو زكي بـ ستيف بروس.
بحلول العام الجديد، كان زكي قد سجل 10 أهداف في البريميرليغ. خرجت تقارير عن اهتمام تشيلسي، ليفربول وحتى ريال مدريد به.
في مُقابلةٍ مع إحدى القنوات المصرية لاحقًا، ذكر زكي أن رئيس الزمالك آنذاك ممدوح عباس أراد 250 مليون باوند لقاء رحيله بل وأخبره أنه أفضل من ليونيل ميسي.
بروس شعر أن زكي تأثر بتلك الشائعات وبعد ذلك، لم يسجل زكي أي هدف خلال 13 مباراة لعبها في العام الجديد وسرعان ما اختفت تلك الطاقة الانفجارية التي أثارت جنون الجماهير خلال النصف الأول من الموسم.
"كانت الصحافة تربطه بكلٍ من ريال مدريد وبرشلونة وأعتقد أنه قد صدّق ذلك."
✨ ستيف بروس حول تراجع مستوى عمرو زكي مع ويغان.
ساوندرز يؤكد على ذلك ويرى أن زكي قد تلقى نصائح أضرته:
"زكي كان فتى رائعًا عندما كان بمفرده، كنتَ تحب التواجد معه، لكنه جلب اثنين من أصدقائه لمرافقته والنصائح التي كان يتلقاها منهما بدأت بالعبث في رأسه. كان يُسجل الأهداف فيقولان له 'لا يجب أن تكون هنا، يجب أن تكون في نادٍ أكبر'."
ساوندرز: "سلوكه تغيّر فقد كان معتادًا في مصر على أن يكون النجم الكبير. لو كان يملك العقلية (الـ Mentality) المناسبة والأشخاص المناسبين حوله لتمكن من تقديم المزيد وتحقيق نجاحات أكبر في مسيرته."
أما بويس فلديه طرحٌ مختلف إذ يرى أن تراجع مستوى زكي كان بسبب تعاقد ويغان على سبيل الإعارة مع مواطنه ميدو الذي سبق وأن افتعل شجارًا عندما استُبدل بـ عمرو زكي في إحدى مباريات المنتخب المصري.
عوضًا عن تحفيز زكي، يرى بويس أن وصول ميدو أحبط من عزيمته.
بويس: "مع وصول ميدو، تغيّر كل شيء. كان منافسًا مباشرًا له وكلاهما يلعبان لنفس المنتخب. عندما كان ميدو يصل في ميعاده بعكس زكي، بدا جليًا وجود خطبٍ ما. كان يُعاني على مستوى الثقة، التهديف والانضباط. لا أعلم حقيقة معدنه لكن بدا لي أن زكي بدأ يتقوقع داخل نفسه."
ومع غياب الأهداف التي كانت تُسانده، طفح الكيل أخيرًا من عدم انضباط عمرو زكي المستمر.
وفي أوائل شهر أبريل عندما تأخر المهاجم المصري في العودة من التوقف الدولي للمرة الرابعة خلال الموسم، لم يستطع ستيف بروس التزام الصمت.
"أعتقد أنه قد حان الوقت لنكشف للملأ كم كان التعامل معه مزعجًا. طوال حياتي الكروية، لم أعمل أبدًا مع لاعب يفتقر للاحترافية لهذا الحد. الأمر يثير الجنون حين تصدر هذه التصرفات من لاعبٍ معار من المفترض أن يحاول إقناع النادي بالتعاقد معه."
✨ ستيف بروس ينفجر في الإعلام بشأن عمرو زكي.
ستيف بروس: "سلوك زكي ينُم عن عدم احترامٍ تام تجاه النادي الذي يدفع له راتبًا جيدًا جدًا وتجاه الجماهير التي تُردد اسمه في المدرجات. لقد حان الوقت لتعرف هذه الجماهير الحقيقة."
"أشعر بالخذلان، على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المهني."
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات